المؤتمر:
Date:
نوع الوثيقة:
مع بدء فعاليات مؤتمر المحتوى المعارفي السّوري يوم 29 آب 2018 تتنوع المشاركات بهذا المؤتمر وتتعدد كما تتعدد الأراء ووجهات النّظر حول أهمية هذا المؤتمرعلى المستوى الوطني ومستوى المؤسسات وجدوى إقامته وما هي التوصيات التي يمكن أن يخرج بها لتكون الباب الذي يغني المحتوى المعارفي السّوري ويرسم ملامح الاستثمارالمثمر لها.
وفي هذا الإطار أجرى موقع المؤتمر لقاءاً مع الدّكتور محمد مازن المحايري معاونِ وزيرِ الاتّصالات والتّقانة، والعميدِ السّابق لكليةِ الكهرباءِ والميكانيك في جامعةِ دمشق، وعن أهمية إقامة هذا المؤتمر في المرحلة الراهنة أوضح أن هذا المؤتمر يأتي استكمالاً لأعمال المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرّقمي العربي، والتي تلخصت نتائجها في أنها أسَّست لبدء مرحلة الانتقال نحو صناعة المحتوى الرّقمي العربي، ومن هذا القَبيل فقد تمَّ تشكيل لجنة تمثل أصحاب المنفعة في الوزارات، والقطّاع الخاص، والجمعيات الأهليّة، والمصارف، ومؤسسات التّمويل، والجامعات والمراكز البحثيّة لتكون مهمتُها بلورةَ الرّؤيا حول صناعة المحتوى الرّقمي العربي، ووضعَ استرتيجية وطنيّة للنهوض بهذه الصّناعة بشكل يغني الاستراتيجيّة القطاعيّة لكل جهة،
وبعد الجمود الكبير الذي ساد، يأتي انطلاق المؤتمر الثاني الآن كمحاولة لإحياء ما وصل إليه المؤتمر الأول مع إضافات نتجت عمّا نعيشه في الواقعِ اليوم من تطور للوسائل التّكنولوجية، وتوفر الهواتف الذّكية، والحواسيب المحمولة، وبذلك تظهر أهمية هذا المؤتمر في صناعة المحتوى الرقمي العربي كتأكيدٍ على وجود علاقة وثيقة بين التّنميّة والمعرفة، ولإثباتِ أن نجاح عمليات التّنميّة مرتبط بقدرة الدّول على بناء مجتمع المعرفة، ويعتبر المحتوى الرّقميّ أحدَ أهمِّ المراحلِ الفعالة لبناء هذا المجتمع مع التّركيزعلى أن عدمَ وجودِ منظومةٍ موحدةٍ في سورية تُدير عمليةَ تَشَكُّلِ المحتوى الرّقمي وتطويرِه وإدارتِه وفقاً للمعايير الدّوليّة أدى إلى تناثرِ جهودِ صناعة المحتوى الرّقمي العربي بين الجهاتِ المختلفة، وبالتالي ضَعُفَ تأثيرُها في تحقيقِ الأهدافِ المرجوةِ منها على المستوى المحليِّ والعربيّ .
وعن أهميةِ المحتوى الرّقميِّ السوري يوضحُ الدكتور المحايري بأنَّ هذا الأمرَ يَشغلُ اهتماماً كبيراً في مختلفِ الأوساطِ الثقافيّةِ والعلميّةِ والتّعليميّةِ والإقتصاديّةِ في سورية، وذلك نتيجة للوعي المتنامي حول القيمةِ الصّناعيّة العالية التي تنجم عن وجود محتوى رقمي متميز والذي تنعكس آثاره الإيجابية على مختلف القطّاعاتِ الانتاجيةِ والعلميّة والثقافيّة، وكذلك فإن النّفاذ بفاعلية إلى محتوى رقمي حكومي قوي يحقق مبدأ الشّفافيّة ويبني جدار من الثّقة بين المواطن والحكومة ويساهم في تطوير الفرد وتطوير الدّولة وتحسين الكفاءة المؤسساتيّة والخدمات التي تقدمها الدّولة لمواطنيها.
وأشار الدكتور المحايري إلى أنَّ تجاربَ كثيرةً قُدِّمَتْ في سورية في مضمار بناء المحتوى الرقمي العربي والتي قُدمت من قبل جهات مختلفة مثل الجامعات السّوريّة ومنها الجامعة الإفتراضية التي تعتبر تجربتُها رائدةً في مجال صناعة محتوى رقمي تعليمي، وكذلك المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتّكنولوجيا، والمدراسة العربية للعلوم والتّكنولوجيا، والجمعية العلمية السّورية للمعلوماتية، كما تلعب وزارة الاتّصالات والتّقانة دور المحفز من أجل تطوير صناعة المحتوى الرّقمي العربي بخلق البيئة التّمكينيّة من خلال القوانين والتّشريعات والاستراتيجيات (استرتيجية تقانة المعلومات واستراتيجيّة الحكومة الالكترونية) وتطويرِ البِنية التّحتية والبيئةِ التِّقانية وبناءِ القدارات.
يعرج الدكتور المحايري على ما يتوجب عمله من قبل الجامعات وهي التي تستحوذ على إمكانياتٍ ماديةٍ وبشرية كأن تقومَ بإنشاءِ فريقٍ متخصصٍ من أفضلِ خُبراءِ المحتوى الرّقْميّ والاستشاريينَ في صناعةِ المحتوى الرّقْمي وصناعةِ البرمجيات ومُخَطِّطي استراتيجيات التّعليم والتّعلم وإدارةِ المحتوى الرّقمي، واتِّباعِ إجراءاتِ عملٍ محكمة تأخذُ بعينِ الإعتبار الجوانبَ المختلفةَ لعمليةِ التّطوير من النّاحيةِ التعليميةِ والعلميةِ واللُّغويةِ والتّقينيّة، وكذلك الأخذُ بعينِ الإعتبار التّوافقَ مع المقاييسِ المعياريّةِ العالميّة، وتطويرُ بناءِ المقرراتِ الإلكترونيّة والتتبعُ لتفاعُلِ المستخدمين معَ المحتوى الرّقمي واستمراريةُ تحديثِ هذا المحتوى، ومراعاةُ حقوقِ المُلكيةِ الفِكريّة.
إضافة تعليق جديد