عَقدُ مؤتمرِ المُحتوى الرَّقْميِّ الثاني بِحَدِّ ذاتِهْ، يَدُلُّ على تَعافِي سُورية، وَبِالتَّالي فَإنَّ عَقْدَهُ وَاختيارَ مَوضوعِهِ ( البناء- الإدارة- الإستثمار) لهُ الأهميةُ الكبيرةُ حتّى في المُحتوى العربيّ .
هذا ما تَحَدَّثتْ به الدكتورة نِبال إدلبي رئيسةُ قِسْمِ تطبيقاتِ تِكنولوجيا المعلوماتِ والاتّصالاتِ في الأُسكوا لِموقعِ المُحتوى الرَّقْميّ موضحةً أهميتَهُ بالنسبةِ لِلمُحتوى السّوريّ وبالنسبةِ لكلِّ المُحتوى العربيّ، فهوَ على حد قولها يساعدُ في الحِفاظِ على الثّقافةِ والتّاريخِ العَربيين، وَبِتحويلِ كُلِّ المعلوماتِ التي لَدينا إلى الشَّكلِ الرَّقْميّ نَجْعَلُها في المستقبلِ مُتاحَةً لِلأجيالِ القَادِمةْ، خاصةً أَنَّ الرَّقْميَّ هوَ أَساسُ هذا العصر، فَأَيُّ مَعلوماتٍ غيرِ رَقْميَّةٍ سيكونُ منَ الصَّعبِ الوصولُ إليها لاحقاً، فهذا هوَ البُعدُ الأَول وهوَ المحافظةُ على التُّراثِ والثقافَةْ، وهناكَ البُعْدُ الثاني الذي يساعدُ على بِناءِ مُجتمعِ معلوماتْ يَسْهُلُ على الأشخاصِ تبادُلُها، وَيُساعِدُ على بناءِ اقتصادٍ مَعرِفيّ، فَكَمَا نَعرِفُ أنَّ المُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ يُمْكِنُ أنْ يُوَلِّدَ فُرَصَ عَمَلٍ كثيرةً ومختلِفَةْ، واليومَ هناكَ شَركاتٌ كثيرةٌ قائمةٌ على أَساسِ المُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ ولها بعد اقتصادي فهي شركات لها ناتج اقتصادي وبالتالي تعيش عليه وهذا بحد ذاته يؤثر على الشركة كما يؤثر على الإقتصاد بالمجمل، بهذا الإطار المُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ وفي ظل وجود هذه الفرص الاقتصادية يساعد في خلق فرص عمل للشباب.
وعن قدرتنا على صناعة المُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ أَوضَحَتْ الدكتورة نبال أَنَّنا بِحاجةٍ ماسَّةٍ إلى قوانينَ وتشريعاتٍ تُساعِدُ في بِناءِ البيئةِ التَّمكّينيَّةْ، وبيئةِ العملِ الخاصَّةِ بالمُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ مثلَ قانونِ حِمايةِ الملكيَّةِ الفِكريَّةْ، لِضَمانِ المُحتَوى وَحِمايتِهْ، وكذلكَ توفيرُ التَّمويل، كَأَنْ تكونَ هناكَ صناديقُ التَّمويلِ للشَّبابْ، وتمويلُ شركاتِ المُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ أو الأفرادِ الذين يتوقونَ للعملِ بهذا المجال، كما أَنَّنا بحاجةٍ إلى بِنَى تحتيَّةٍ أساسيَّةٍ وَمُهِمَّةْ، وإذا كانتْ موجودةً فنحنُ بحاجةٍ إلى تحسينِها وتطويرِها لتكونَ مُتاحةً للجميعِ وفي كلِّ المناطق، وبِكُلفَةٍ مقبولة .
وَضِمنَ بيئةِ الأَعمالِ هذِه، نحنُ بحاجةٍ كذلكَ إلى البَرمجياتِ التي تساعدُ على إدارةِ المُحتوى وَنشرِهِ وَتَوزيعِهْ، ولابدَ من بناءِ القُدراتِ بشكلٍ أفضلَ لتتمكنَ من استخدامِ التِكنولوجيا المتاحة، فَحديثُنا عنِ المُحتوى الرَّقْميِّ، وبالتالي فَإنَّ الأدواتِ المستخدمةَ هي أدواتٌ رقميَّة، ونحنُ نعلمُ تماماً أنَّ التِكنولوجيا تتسارعُ وتَتَغَيَّرُ بشكلٍ مستَمِرّ وتحتاجُ للاستيعابِ منْ قِبَلِ الأشخاصِ المُطَوِّرِينْ، سواءٌ أَكانوا مُطَوِّرِينَ بَرمَجِيينَ أم مُصَمِّمينْ، فَبِنَاءُ القُدراتِ جُزءٌ مُهِمٌّ جِدّاً. وَهُناكَ ضَمانُ جُودَةِ المُحتوى مِنْ مُنْطَلَقِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ الجَيِّدَةْ، وَمِنْ ناحيَةِ المَعايِيرِ الدَّوليَّةِ التِّقنيَّةِ المَعروفَةْ، فيجبُ الاعتمادُ على هذهِ الجودَةِ وَتِلكَ المَعاييرِ واتِّباعُهَا . كما يجبُ تحفيزُ ريادةِ الأَعمالِ في هذا المَجالْ، وَقَدْ أَشَرْنا إلى صناديقِ التَّمويلْ، وَهُناكَ تحسينُ وتطويرُ الحَاضِناتِ التِّكنولوجيَّة، الّتي تُساعِدُ رُوادَ الأعمالِ على التَّوَجُّهِ نَحوَ إِنشاءِ شَرِكاتِهِم الصَّغيرةِ مَبدئياً، ووجودُ الاستراتيجيَّةِ الوَطَنِيَّةِ هَامٌّ جِدّاً، فَهيَ تُؤَطِّرُ المَواضيعَ وَتُحَدِّدُ الأولويَّاتِ السُّورِيَّةَ واتِّجَاهاتِها .
وَعَمَّا تَضَمَّنَتْهُ وَرَقَةُ عَمَلِ المُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ أَشَارَتْ الدكتورة نِبال إِلى صِناعَةِ المُحتَوَى العَرَبيّ (الوَاقِع والآفَاق) وبَعضِ الإحصَائِيَّاتْ، وكذلكَ دَورُ الأُسكوا فِي مَجَالِ المُحتوى الرَّقْميِّ العَرَبيّ من خلالِ الأَبحَاثِ والدِّراساتِ والمُبادراتِ الّتي أُجرِيَتْ، وَعَنْ صِناعَةِ المَحتَوى وَالمُكَوِّنَاتِ الأَسَاسِيَّة بالاعتمادِ على الابْتِكارِ منْ أجلِ تطويرِ التطبيقاتِ وَالمُحتوَى , وَفي الوَرَقَةِ جُزءٌ منَ المُقترحاتِ حولَ تطويرِ المُحتَوى الرَّقْميِّ المَعارِفيِّ السُّوريّ .
إضافة تعليق جديد