المؤتمر:
Date:
نوع الوثيقة:
أكدت توصيات المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي في ختام أعماله عام 2009 ضرورة وضع إستراتيجية وطنية للنهوض بصناعة المحتوى الرقمي تتضمن الإستراتيجية القطاعية لكل جهة ومن توجهاتها نشر الثقافة المحفزة لتطوير صناعة المحتوى الرقمي ومجتمع المعلومات واستخدام دراسات اجتماعية ونفسية ومالية في وضع البرامج والخطوات التنفيذية وتأمين الكوادر المؤهلة عبر تطوير مناهج واختصاصات جامعية تساعد في صناعة المحتوى الرقمي، كما دعت التوصيات إلى التعاون مع المنظمات الدولية المطورة للمعايير للحد من إهمالها للغة العربية أو لمتطلباتها وإلى تكامل الاستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة والمتمثلة باستراتيجية تقانة المعلومات والاتصالات واستراتيجية الحكومة الالكترونية واستراتيجية تعليمية رقمية واستراتيجية ثقافية رقمية واستراتيجية إعلام رقمي وغيرها إضافة إلى العناية بالترجمة والمصطلحات العربية.
واليوم أقيم يوم إعلامي في المدرسة العربية للعلوم برئاسة د. خليل عجمي رئيس الجامعة الافتراضية ـ رئيس لجنة الإشراف على مؤتمر المحتوى الرقمي العربي الثاني الذي سيبدأ في 31 آب ويستمر يومي 1 و2 أيلول بهدف استكمال عملية إنتاج المحتوى الرقمي المعارفي المكتسب نتيجة جهد معرفي أو تعليمي (المعلومات -الموضوعة بشكل رقمي- الحاملة للقيمة في سياق محدّد والموجّه إلى جمهور معين بهدف تحقيق غاية مثل الإعلام أو التعليم أو التثقيف أو الخدمات بأنواعها المختلفة أو الترفيه أو غير ذلك) من قبل صنّاع المحتوى (أشخاص أو منظمّات)، والموّلد بأنشطة تعليمية حكومية تجارية إعلامية بواسطة الأدوات والأنظمة المعلوماتية، ومن ثم إدارته وتوصيله بواسطة الإنترنت واستثماره، والذي تنتجه سورية من محتوى مكتوب أو منطوق باللغة العربية أو غيرها. يحمل المؤتمر مجموعة من الأهداف تتلخص في ترسيخ مفهوم المحتوى المعارفي المكتسب الرقمي السوري بأنماطه المفيدة، والمتمثلة بأنماط مختلفة لها أغراض محددة وتخدم أهدافاً معينة كالمحتوى التعليمي والعلمي والمحتوى الحكومي الإداري والمحتوى الحكومي الخدمي والمحتوى الثقافي والإعلامي والمحتوى التجاري، مع تحديد المعنيين باستثمار كل نمط، ونشر الوعي حول أهمية المحتوى الرقمي وأهمية الصناعات المرتبطة به وضرورته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعرض تجارب ومبادرات خاصة بصناعة الـ المحتوى المعارفي/المكتسب الرقمي السوري، تشمل طرق بنائه وإدارته واستخدامه واستثماره، وآليات تصنيعه بما يحقق مردوداً على مختلف المستويات، وكأمثلة على ذلك: -
تطوير برامج تعلمية/تعليمية ذات محتوى تدريبي تعليمي رقمي في مجالات مختلفة. –
رقمنة وأرشفة الوثائق ذات الدور التنموي كالوثائق والموسوعات والمكتبات العلمية والثقافية (المكتبة الوطنية مثلاً)، والتي يمكن أن تشمل مطبوعات ورسائل تخرج وكتب وأطروحات ومراجع وذلك عبر منصة وطنية متاحة للعموم على شبكة الإنترنت ضمن معايير محددة وضمن صيغ المشاع المبدع، لإنشاء أرشيف وطني سوري متكامل. –
إنشاء مراكز سياحة افتراضية توثق المعالم السورية الأساسية بالتعاون مع الجهات المختصة. –
جمع أصحاب المصلحة ووضع إطار شامل لتأمين الدعم المالي واللوجستي من القطاعين الحكومي والخاص ووضع الآليات المناسبة لاستثمار هذا الدعم لتمويل المبادرات المقترحة.
وسيطرح المؤتمر خلال محاضراته محاور رئيسية أهمها : -
المحتوى الرقمي العلمي/التعليمي/البحثي - المحتوى الرقمي الحكومي - المحتوى الرقمي الثقافي والإعلامي - المحتوى الرقمي الاقتصادي والتجاري
الدكتور خليل عجمي رئيس الجامعة الإفتراضية رئيس لجنة الإشراف في المؤتمر بين في رأي حول صناعة المحتوى الرقمي بمقالة له أوضح أنه كان إحداث الجامعة الافتراضية السورية عام 2002 كخامس جامعةٍ حكوميةٍ في سورية بمثابةِ تجربةٍ سوريةٍ رائدة في مجال التوجه نحو "صناعة محتوى رقمي تعليمي" حيث كانت سورية سباقة بها بتأسيسها لرابع جامعة افتراضية في العالم حينها ليتبعها بعد ذلك نشوء أكثر من 200 جامعة افتراضية حول العالم وانتشار برامج أكاديمية ضمن الكثير من الجامعات المرموقة يجري توصيلها بصيغ إلكترونية عبر الإنترنت، فكانت هذه الجامعات وهذه البرامج تجسيداً واضحاً لنشوء "صناعة التدريب والتأهيل الرقمية" بمفهوميها الأكاديمي والاقتصادي كنموذج من نماذج صناعة المحتوى الرقمي ضمن قطاع حيوي كالقطاع التعليمي، وهي صناعة باتت تلبي احتياجات شريحة كبيرة من البشر بعائدات استثمار مباشرة أو غير مباشرة للمؤسسات التي اعتمدتها، وأدت لتغييرٍ جذري في شكل العملية التعليمية وساعدت في توليد أنواعٍ جديدةٍ من المهن كمهنة المصمم التربوي ومهنة مصمم المحتوى ومهنة المشرف العلمي والتي حلت تدريجياً محل مهنة الأستاذ التقليدي ناهيك عن تأثيرها الإيجابي على تطور وتنوع المهن المرتبطة بالتكنولوجيا.
وتابع الدكتور عجمي أنه لا يختلف الأمر بالنسبة لأي صناعةٍ محتوى رقمي أخرى. فالاستثمار في المحتوى الرقمي الذي يوثق تفاصيل المرافق الـسياحية من فنادق ومنتجعات ومطاعم وأماكن أثرية وأماكنها وأسـعارها وآليات الحجز فيها وأوقات زيارتها، ويربط هذا المحتوى بمعلومات رحلات الطيران وحركة القطارات والباصات وخطوط النقل البري والبحري والجوي التي تساعد في الوصول إلى تلك المرافق، وأسعار صرف العملات، إضافةً إلى تفاعلها مع الزبون من ناحية التعرف على تقييم وآراء وتوجهات هذا الزيون، يمكن لهذا الاستثمار أن يساعد في تطوير صناعةٍ سياحيةٍ وأن يكون له عائدٌ مباشر وغير مباشر لجميع أصحاب مصلحة المعنيين بصناعة السياحة: إذ يسمح لأصحاب المرافق السياحية بتعريف الزبائن المحتملين على مرافقهم والترويج لها وتسهيل عمليات الحجز فيها وهو ما يشكل عائداً مباشراً لاستثمارهم، كما يسهِّل لهم عملية التعرف على رأي الزبائن في الخدمات المقدمة وعلى وتوجهاتهم ورغباتهم مما يساعد في تطوير هذه المرافق وتطوير خدماتها، وهو يعود بنفس المنفعة على شركات النقل والطيران من ناحية تسهيل الوصول لخدماتها وتطويرها، كما يمكن للمعنيين بتطوير السياحية على المستوى الوطني الحكومي أن يحددوا توجهات عملية التطوير من خلال تحليلهم لهذه المعلومات بأكملها والتي تشكل تغذيةً راجعة تسمح لهم ببناء استراتيجية التطوير السياحي على نحوٍ دقيق وموضوعي.
معين العماطوري - السويداء
إضافة تعليق جديد